التوبة لاتقبل في ذلك اليوم
إعلم أيها القارئ الكريم ، إذا جاء ذلك الزمن وظهرت تلك الآيات من :
· اتّساق القمر وانشقاقه وانجذابه نحو الشمس ،
· ووقوف الأرض عن دورتِها ودوام الليل في جهةٍ من الأرض ،
· ودوام النهار في الجهة الأخرى ،
· وتسيير النيازك نحو الشمس ،
· وغير ذلك من خرق العادات ،
فحينئذٍ تغلق أبواب التوبة ولا تقبل توبة من يتوب من الكافرين والجاحدين والفاسقين . فعلى كلّ عاقل أن يتوب اليوم ويرجع إلى ربّه بالطاعة ويستغفر الله عمّا سلف منه ، وقال الله تعالى في سورة الأنعام {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَو كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ} فالآيات معناها المعجزات أي خرق العادات ، وذلك لأنّ قريشاً طلبت من النبي خرق العادات فنزلت هذه الآية ، والمعجزات التي تأتي في ذلك اليوم أوّلها وقوف الأرض عن الحركة ، ثمّ اتّساق القمر ، ثمّ انشقاقه ، ثمّ انجذابه نحو الشمس ، وغير ذلك . وقال تعالى في سورة يونس {وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ} ، فقوله تعالى {فَانْتَظِرُواْ} أي انتظروا وقوع الآيات التي تكون في آخر الزمان وكان من جملة ما طلبته قريش من المعجزات انشقاق القمر ، فأوعدهم الله بأنّ ذلك سيكون في آخر الزمان ، أي عند وقوف الأرض عن دورتِها حول نفسِها .
وقال تعالى في سورة فصّلت{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} ، فقوله تعالى{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} يريد بَها الآيات التي سبق ذكرها من اتّساق القمر وانشقاقه وغير ذلك من خرق العادات ، وقوله {وَفِي أَنفُسِهِمْ} الواو من قوله{وَفِي} واو عطف ، والمعنى : ونريهم آية من آياتنا في أنفسهم ، يعني تنزل فيهم وهي منهم ومن جنسهم ولغتهم ، ويريد بذلك "المهدي المنتظر" كقوله تعالى {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } يعني من جنسكم ولغتكم ، فالآية في قوله تعالى{وَفِي أَنفُسِهِمْ} هو المهدي بعلّمهم ويرشدهم ويوضّح لَهم ما تشابه عليهم من آيات القرآن ، فتكون الآيات عِلميّة وعمليّة ؛ لأنّ آية المهدي عِلميّة والتي تكون في الآفاق عمليّة {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} أي حتّى يتبيّن أنّ القرآن مُنزل من الله لم يختلقه محمّد (ع) كما يزعم بعضهم .
وقال تعالى في سورة الأنبياء {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} فقوله تعالى {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي} يعني التي تكون في آخر الزمان ، وهي التي سبق ذكرها من خوارق العادات .