القسم بالقرآن
س 49 : فما معنى قوله تعالى{فَلَا أُقْسِمُ} ؟ فهلاّ قال : أقسمُ بمواقع النجوم ؛ لأنّنا لم نسمع من كلام العرب ولا من أشعارهم مثل هذا القسَم .
ج : أعطيك قاعدة تعرف بها القسَم الذي يأتي في القرآن . إنّ القسم في القرآن ينقسم إلى قسمين : وهو ماضٍ ومضارع ، أي أنّ الله تعالى يقسم تارة بحادث مضى وانقضى ، وتارةً بحادث لم يقع بل سيقع فيما بعد ، وهو قسم تهديد .
· فالماضي معناه إن لم تؤمنوا فعلت معكم كما فعلت فيمن مضى قبلكم ، وذلك كلّ قسم يتقدّمه حرف "و" كقوله تعالى في سورة الطارق {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ} فالنجم الثاقب أرسله الله تعالى على أهل نينوى حين لم يؤمنوا ، والمعنى إن لم تؤمنوا بمحمّد أرسلت عليكم أحد المذنّبات كما أرسلت على أهل نينوى . وهكذا كلّ قسم يتقدّمه حرف "و" .
· وأمّا الثاني فهو إنذار بحادث أو عذاب سيقع فيما بعد ، وهو:
كلّ قسم يتقدّمه كلمة "فلا" : كقوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ، وقوله تعالى{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ . وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّو تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} وهذا قسم تهديد أيضاً ، ومعناه إن لم تؤمنوا أرسلت عليكم ما ذكرته من العذاب في مستقبل الزمان .
أو يتقدّم القسَم كلمة "لا" : كقوله تعالى {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} وهذا قسم تهديد ووعيد بوقوع العذاب في المستقبل ، لأنّ يوم القيامة لم يأتِ بعد .
أو تأتي كلمة "إذا" بعد القسَم : كقوله تعالى {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} ، وقوله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى . وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} ، وقوله تعالى {وَالضُّحَى . وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} ، فهذه الثلاثة قسم تهديد ووعيد وإنذار بوقوع العذاب في مستقبل الزمان .